في هذه التدوينة لن تقرؤوا لي شيئا، لكنني سأشارككم قصة اعجبتني جدا.
“بالأمس نظر رجل إلى طائرتي وقال إنني أتساءل عن عدد الأشخاص الذين كان بإمكانك إطعامهم بثمن تلك الطائرة …
أجبت لست متأكدا ، لقد أطعمت الكثير من العائلات في مصنع داسو حيث تم بناؤها. أنا متأكد من أنها غذت مجموعة من العائلات التي لففت الألومنيوم في مصنع ألكوا. من المؤكد أنها أطعمت الكثير من الناس في مصنع هانيويل حيث قام الخبراء ببناء التوربينات. لقد غذت شركة بأكملها لبضعة أسابيع عندما جعلتهم يبنون لي تصميما داخليا جديدا. إنه يغذي عائلات الملاحة وشاحني الوقود.
هذا هو الفرق بين الرأسمالية وعقلية الرفاهية. عندما تشتري شيئا ما، فإنك تضع المال في جيوب الناس، وتمنحهم الكرامة لمهاراتهم.
عندما تعطي شخصا ما شيئا مقابل لا شيء ، فإنك تسلبه كرامته وقيمته الذاتية.
الرأسمالية تعطي أموالك بحرية مقابل شيء ذي قيمة.
الاشتراكية تأخذ أموالك ضد إرادتك وتدفع شيئا إلى حلقك لم تطلبه أبدا”.
مع اتفاقي النسبي لرأيك حول آلية الاشتراكية والذي يمكن أن يكون له الكثير من النقاشات المتفاوتة مع أو ضد، أو ما ينتج عن المفهوم الاشتراكي سياسياً وديكتاتورياً، لكن آلية التعريف الرأسمالي أعتقد أنّ فيها شيء من تسخيف لجوهر فكرة الرأسمال وآليات عمله في تبريراته التفاعلية الموصومة بالحرية والليبرالية، وهي في جوهرها ليست أكثر من استعباد مطلق لطبيعة التنافسية الرأسمالية وسيطرتها على أي شيء اجتماعي وسياسي واقتصادي وحتى ديني.
الموضوع الرأسمالي معقد أكثر من ذلك صديقتي ولا يجب محاولة تسطيحه لأنه فاعل في تدمير كينونة بشرية طبيعية وتحويلها إلى وعي آلة.
إعجابإعجاب
شكرا لمرورك علي، فهذا أسعدني ..
أما عن المنشور ففي الحقيقة لم اشرك رأي في القصة بل نقلتها كما هي، لأن مقصدي ليس الحديث عن الرأسمالية او شرحها لأن هذا في رأي يأخذ حجم مجلدات، ولكن الهدف من نقلها كان مشاركة وجهة رأي أراها سديدة، لا شيء مطلق في هده الحياة الا ما جاء في القرآن والسنة، اما الباقي ففيه وجهات نظر تتفاوت بين الصحة والخطأ، وليس الأمر تسطيحا بقدر ما هو رؤية من زاوية اخرى، وهذا ليس دفاعا عن الرأسمالية، لكنني احبذ معرفة الجوانب الايجابية والسلبية من كل شيء لأنني أؤمن ان لا شيء سيء كليا ولا شيء جيد كليا. كتب على هذه الايديولوجيات والمفاهيم الحياتية عدم الكمال لأنها من إبتكارالانسان الناقص الذي يفكر أولا وقبل كل شيء في نفسه ثم الآخر فلا الاشتراكية خدمت الانسان ولا الرأسمالية كلهما كانا بعيدان كل البعد على صون كرامة الانسان.
إعجابإعجاب
بالتأكيد هو نقل، لكن مجرد النقل فهو ينتمي إلى شيء مما نراه صحيحاً، وهذا ليس إدانة بطبيعة الحال، وكلامي جاء في نقد الفكرة بشكل عام وليس نقد وجهة نظرك الشخصية إزاء المواضيع.
وفي كل الأحوال إننا نتشارك نسبياً بعض نقاط التشابه في أنّ لا شيء مطلق أبداً، وأنّ الأيديولوجيات جميعها مهما كان انتمائها فلها سقف لا يمكن أن تستوعب ما عداه وما هو خارجه، وتحمل دوماً الخطأ والصواب لأنها أيديولوجيا من صنع الوعي البشري وتنفيذها على الأرض هي من الوعي نفسه.
أي أيديولوجيا في العالم يا صديقتي لا يمكن أن تصون كرامة الإنسان لأنّها دوماً ترى في نفسها الصحيح المطلق وما عداها كل شيء خاطئ.
وأسعدني الحديث معكِ.
إعجابLiked by 1 person
أعجبتني الجملة الأخيرة في انها ترى في نفسها الصحيح المطلق
وانا بهذا الحديث اسعد علي..
إعجابLiked by 1 person